سلاح البحرية الملكي البحريني
منذ بداية التاريخ ارتبط الإنسان بهذه الأرض الطيبة بالبحر، وأصبح هو الحياة التي توفر الرزق والعمل. لقد كانت الطبيعة الجغرافية للبحرين وموقعها الاستراتيجي في نفس الوقت أساساً قوياً لنشأة علاقة وطيدة بين أبناء البحرين وساحل البحر والبحر، وعلى إثر هذا الاهتمام فإن الإنسان البحريني قام بحماية السواحل بالأساطيل والسفن المزودة بالرجال، والمحملة بالسلاح لدرء الأخطار، وتدل على ذلك المعارك التي خاضها أهل البحرين دفاعاً عن أرضهم الآمنة، وحضارتهم المزدهرة.
وقد أثبتت الدراسات الأولية التي تمت مع بداية تشكيل قوة دفاع البحرين، حتمية إيجاد سلاح بحري فعال، وعلى درجة عالية من الكفاءة والإقتدار، يؤدي واجبه على أكمل وجه؛ للمحافظة على أمن وسلامة الوطن.
وكانت الخطوة الأولى هي إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة من: ضباط ومهندسين، وإداريين وفنيين من خلال إرسال أول دفعة من هذه الكوادر في عام 1974م لدراسة مختلف التخصصات البحرية.
وقد دشنت مملكة البحرين أول سفينة حربية لها في 20 مارس 1979م، وهي سفينة (الزبارة) في احتفال أقيم تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه حيث قال جلالته في هذه المناسبة: (ها نحن نرى البداية الحسنة بأحدث مايمكن الحصول عليه، بفضل من الله وبالقيادة الحكيمة الرشيدة لما هو صالح لخدمة إسلامنا وعروبتنا وقوتنا).
وتمضي الأيام والعمل على قدم وساق في تنفيذ الأهداف التي وضعتها القيادة العامة لقوة دفاع البحرين لتشكيل وبناء هذا السلاح المهم، وكان من أبرز تلك الأهداف والإنجازات تفضل المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في الثالث من شهر مارس 1982م، برعاية حفل تدشين سفينة مملكة البحرين (حوار) إحدى السفن الحربية التي انضمت إلى شقيقتها في سلاح البحرية الملكي البحريني بقوة دفاع البحرين.
وتتويجاً لاحتفالات قوة دفاع البحرين بعيدها الخامس عشر تم برعاية ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، في الخامس من فبراير 1983م، تدشين ثلاث سفن حربية هي: ((الجارم، والجسرة، وعجيرة)) دعماً للدور الذي يلعبه سلاح البحرية الملكي البحريني، وإكمالاً للمرحلة الأولى من مسيرة بناء هذا السلاح، وفي الخامس من فبراير 1984م، وبمناسبة الاحتفال بيوم قوة دفاع البحرين السادس عشر، تم برعاية المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه تدشين السفينة الصاروخية (أحمد الفاتح).
وفي إطار مسيرة التنمية والتحديث التي تواكب خطة تطوير سلاح البحرية الملكي البحريني، قام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه في السابع من فبراير 1985م، وبمناسبة الاحتفال بيوم قوة الدفاع السابع عشر بتدشين سفينة مملكة البحرين (الجابري).
وبمناسبة يوم قوة دفاع البحرين التاسع عشر، وفي الحادي والعشرين من أبريل 1987م، دشن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه السفينة الصاروخية (عبدالرحمن الفاضل).
وشهد سلاح البحرية الملكي البحريني في الثالث من شهر فبراير 1988م، نقلة نوعية مهمة حيث تفضل المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه لتدشين السفينتين الصاروخيتين: (المنامة والمحرق) اللتين تعدان من أحدث السفن الحربية، والقادرتين على حمل الطائرات العمودية، وقد كان لهذا الحدث وقع كبير وإعجاب فاق كل التصور، هذا ما أبداه منتسبوا سلاح البحرية الملكي البحريني من مهارة في أداء الواجب، وتدريب متقن بلغاً في جودتهما غاية الإتقان.
ومع استمرار مسيرة التحديث والتطوير لسلاح البحرية الملكي البحريني. فقد تم الاحتفال باليوم الثاني والعشرين لقوة دفاع البحرين، وفي الخامس من فبراير1990م تم تدشين السفينة الحربية (الطويلة) التي عدت من أحدث القطع الحربية في سلاح البحرية الملكي البحريني لما تميزت به من تقنيات حديثة.
هذا وقد برز دور سلاح البحرية الملكي البحريني من خلال مشاركته في الجهد الدولي لتأمين الخط التجاري البحري، ومرافقة السفن التجارية من وإلى المياه الإقليمية لدولة الكويت الشقيقة بعد حرب التحرير تأكيداً للعلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
وهكذا تستمر مسيرة العمل في سلاح البحرية الملكي البحريني بكل دأب ونشاط، يستمد فيه العاملون عزيمتهم من الله سبحانه وتعالى، ومن المسؤولين الذين لا يدخرون وسعاً في تطوير إمكانياتهم، وتوفير كل سلاح حديث وجديد لتتولى فخراً وحباً لهذا الوطن المعطاء، ولراعي نهضته وقائد مسيرته حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
وكان مشروع الفرقاطة (صبحا)، حيث بدأ هذا المشروع ببرامج تدريب متعددة لتأهيل الكوادر، وقد اشتملت هذه البرامج على مختلف التخصصات الفنية، وقد وصلت على أرض الوطن في 9 يوليو 1997م سفينة مملكة البحرين الفرقاطة (صبحا) بعد أن قطعت أكبر محيطات العالم ورست في العديد من الموانئ. وقد أقيم احتفال كبير بهذه المناسبة شاركت فعالياته كثير من الجهات الرسمية والشعبية.
وفي صباح يوم الأثنين 21 يوليو 1997م، تفضل المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه فشمل برعايته الكريمة الاحتفال بتدشين الفرقاطة (صبحا) إيذاناً بدخولها الخدمة في سلاح البحرية الملكي البحريني فكان ذلك إنجازاً يضاف إلى الإنجازات التي تحققت في سبيل الارتقاء بمختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين.
ومن منطلق التعاون المثمر والبناء بين قوة دفاع البحرين وقوات التحالف الصديقة في المجال الدفاعي والتنسيق العسكري بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، تم استلام سلاح البحرية الملكي البحريني المسؤولية قيادة قوة الواجب المشتركة (152) من القوات البحرية المركزية (الأسطول الخامس)، وهذا إنجاز تاريخي وهو سابقة لمملكة البحرين ممثلة في سلاح البحرية الملكي البحريني، إذ هي أول دولة عربية تحظى بتكليف قيادة قوة الواجب المشتركة (152) التابعة لقوات التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة العاملة في وسط وجنوب الخليج العربي، كما شارك سلاح البحرية الملكي البحريني في قوة الواجب المشتركة 151 التابعة لقوات دول التحالف الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة في خليج عدن.
ويشمل سلاح البحرية الملكي البحريني عدداً من سفن النقل الحديثة ((دينار)) و((الحمراء)) إضافة إلى سفينة التدريب الشراعية ((البديع)).